Yale Endowment Fund
من الأخبار المهمة اللي شدت انتباهي مؤخرا حدوث نمو خرافي للفاند التابع لجامعة يال بنسبة ٤٠٪ من ٣١ مليار إلى قيمة أصول تتجاوز ال ٤٢ مليار.
الترجمة الحرفية للكلمة هي صندوق الهبات و لكن المعنى الأقرب و الأدق في وجهة نظري هو الوقف الخيري. أثار انتباهي إنه وقف خيري يحقق عائد خرافي يتخطى عتاولة أسواق المال و البنوك الاستثمارية الكبرى و تساءلت عن السر ورا الموضوع .
معظم الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة و العالم بدأت عن طريق وقف خيري، و الأوقاف دي قيمة أصولها تصل لعشرات المليارات و تدر عائدات سنوية ضخمة بتمثل مصدر أساسي من مصادر الدخل للجامعة اللي بتقدر من خلالها تمول مرتبات الأساتذة و منح الطلبة و الأبحاث العلمية في الجامعة.

المصدر : التقرير السنوي لوقف جامعة Yale عام ٢٠٢٠

في المنطقة العربية يعتبر وقف جامعة الملك عبد الله هو الأضخم على الأطلاق بقيمة أصول تصل إلى ٢٠ مليار دولار. الجامعة كانت مشروع طموح أسنده الملك عبد الله لعملاق الهندسة ارامكو و خصص له وقف عشان التعليم يكون بدون مصروفات. بالإضافة إلى ذلك تتمتع الجامعة بوضع خاص لأنها لا تخضع لسلطة وزارة التعليم العالي في السعودية و لا الهيئات الدينية و بالتالي مسموح فيها بالاختلاط و بتستقبل طلبات تقديم من جميع أنحاء العالم.

نرجع لموضوعنا الأصلي و هو جامعة يال و الوقف الخيري التابع لها اللى نما من ٥٠٠ باوند في القرن ال ١٨ إلى أن وصل لقيمة ٤٠ مليار دولار في ٢٠٢١. وقف جامعة يال اشتهر باستثماراته في مجالات غير تقليدية لأنه ما اكتفاش بالودائع النقدية و الأصول العقارية لكنه توسع في الاستثمار في الأسهم و الشركات الناشئة زي أمازون و جوجل و غيرها. بالإضافة لذلك إدارة الوقف بتستثمر في الأصول البديلة الإستثمارات البديلة غير المطروحة في أسواق المال تطبيقا لنظرية إن الاستثمارات دي بيكون تسعيرها أقل كفاءة من الأصول التانية المطروحة في الأسواق العمومية و بالتالي فرص المكسب الكبير بتكون أعلى.

بفضل السياسات الإستثمارية الناجحة قدر يحقق الوقف متوسط عائد في آخر ١٠ سنين يتخطى ١١٪ و هو أداء ممتاز ممكن مقارنته بصناديق و بنوك الاستثمار العملاقة.

و ختاماً أتمنى في مصر و الوطن العربي نولى اهتمام أكبر لوزارة الأوقاف أو نلغيها تماما و ننقل أصولها لإدارات محترفة غير هادفة للربح تهدف إلى تنمية الأصول و تعزيز الإستفادة بيها لطبقات مختلفة من الشعب و في مجالات مختلفة زي الصحة و التعليم و القضاء على العشوائيات. و من الممكن إن المشروعات الخيرية الكبرى اللي بتجمع مليارات في مصر تكون إدارتها بنفس الطريقة و بدرجة شفافية تتيح لعامة الشعب متابعة إيرادات و مصروفات الأوقاف دي. شخصيا ب أحس بالغيرة من شبكة السرطان المصرية اللي لها دور كبير في تمويل مشروع ٥٧٣٧٥ و أتمنى المصريين في ألمانيا يقوموا بمشروع مماثل بنظام الوقف الخيري.