تجربة ستارت اب بيكويتي pequity و ازاي فشلنا فيها ، و ايه اللي اتعلمته ؟

مقدمة

مع الظرف الاقتصادي الصعب اللي بتمر بيه مصر و العالم و حيرة الناس في انهم يقدروا يحافظوا على قيمة ما تبقى من مدخراتهم انا حابب النهاردة أتكلم عن تجربة اشتغلت عليها مع صديقي ياسر فتحي لمدة ٦ شهور متواصلة تقريبا من اواخر ٢٠٢٠ لحد منتصف ٢٠٢١ بنحاول نحل مشكلة بالرغم من ان التجربة ممكن بشكل موضوعي نحكم عليها بالفشل أو أنها لم ترتقي لمستوى توقعاتنا و لكن في تفاصيل كتيرة حصلت في الفترة دي ممكن نتكلم عليهم

طيب ليه انا باكتب ؟ السبب الرئيسي أنا مازلت مقتنع انها مشكلة كبيرة و محتاجة شغل كتير و ممكن حد يستفيد من تجربتنا او يحاول يكررها بشكل مختلف و السبب التاني إني باحب شخصيا الكتابة و التوثيق و باحاول دايما اكتب اذا اتيحت الفرصة ، السبب الاخير أننا نشرنا كل السورس كود اللي اشتغلنا عليه الفترة دي برخصة مفتوحة المصدر و بالتالي من المهم اننا ننشر تفاصيل اكتر لاي حد حابب يعيد استخدامها و الروابط موجودة في اخر المقال

ايه هي المشكلة و ازاي حاولنا نقدم حل ؟

احنا شفنا ملايين من الناس مش قادرين يلاقوا فرص مجدية و آمنة انهم يستثمروا أي فوائض ادخارية و بالتالي بيتجهوا للمستريحين او على أفضل الأحوال العقارات او شهادات بنكية مش بتحميهم من التضخم بشكل كبير و في نفس الوقت في ملايين من المشروعات الصغيرة والمتوسطة اللي بتدخل أرباح معقولة و قدامها فرصة كويسة للتوسع لو توفر سيولة كويسة

طيب هل المشكلة دي حاجة في خيالنا بس؟ الحقيقة في ارقام كتيرة جدا بتتكلم عن حجم السوق الضخم زي مثلا ان المشاريع الصغيرة والمتوسطة بتمثل حوالي ٩٨٪ من الاقتصاد المصري و ٩٧٪ من الاقتصاد الجزائرى ، دي مشاريع راس مالها بيكون صغير جدا و بتشغل عدد افراد محدود زي كشك سجاير او مخبز او ورشة نجارة بسيطة …الخ

رقم تاني مهم جدا هو ٦٪ نسبة المستثمرين الأفراد في البورصة المصرية و الفارق مهول ٥٥٪ للبورصة الامريكيه و لو بصينا مع الرقم ده على كم الشقق المغلقة يقوي جدا فرضيتنا

الحل

احنا اتفقنا مبدئيًا على حاجة الناس لسوق يربط بين مستثمر و صاحب بيزنس صغير او متوسط لكن اتناقشنا كتير عن دورنا في السوق كوسيط لان ده كان من أهم القرارات اللي هتاثر على اسلوب الشغل و قررنا اننا نقدم الحد الادني بدون اي تداخل بين الطرفين عشان نبعد في البداية عن المعوقات القانونية و اي مسؤولية مباشرة في عملية البيع و الشراء لكننا في نفس الوقت طورنا ادوات بتمكن صاحب اي مشروع انه يقيم مشروعه ماليا بناءً على مدخلات كتير و ده يعتبر أسلوب مختلف عن السائد ان الناس بتقيم المشروع بقيمة الارض فقط مع المعدات و الاجهزة او بشكل عرفي ، كانت فكرتنا انه عن طريق الادوات اللي وفرناها للتقييم ممن نوفر نقطة بداية ايجابية بين البايع و الشاري

اخترنا اننا نركز شغلنا على مصر و شمال افريقيا و دول العالم التالت اللي فيها كثافة سكانية عالية و هيكل اقتصادي مشابه لينا عشان ننفذ بروتوتايب واحد نقدر نجرب بيه فكرتنا في أماكن مختلفة في وقت واحد

بدانا نشتغل بالتوازي على تطبيق اندرويد و شغل التسويق عن طريق إعلانات الفيسبوك و قدرنا نوصل ل بروتوتايب كويس في وقت قليل جاهز للنشر على متجر بلاي و زودنا دعم للغات مختلفة تغطي مجموعة الدول اللي كنا بنستهدفها زي اللغات العربية و الانجليزية و الفرنسية و التركية و الاوردو و غيرها ..

مجرد ما رفعنا التطبيق قدرنا بميزانية تسويق محدودة جدا على Google و Facebook (اقل من الف دولار) نوصل لاكتر من الف داونلود و ٤٠٠ تسجيل مستخدم جديد و شفنا اهتمام من دول في الشرق الأوسط اكتر من مصر و خاصة شمال افريقيا و كان في البداية مؤشرات ايجابية كويسة زي انه كان بيوصل لنا كم كبير من الرسايل على صفحتنا مهتمين بالموضوع

دقات الساعة

دخلنا في الجد و المرحلة اللي بتنطلق فيها الفكرة من فكرة لبيزنس على أرض الواقع و اهم مؤشر كنا بنبص عليه هو عدد الشركات اللي سجلت في الموقع عشان تدور على توسع و مشتري و لكن للأسف ما قدرناش نحقق نمو في قاعدة بياناتنا

بدأنا نحاول في كذا اتجاه زي اننا نعمل استطلاعات رأي على الفيسبوك أو اننا نعين موظف يكون مختص انه يتواصل مباشرة مع أصحاب البيزنس اللي ممكن يكونوا مهتمين

بدأنا كمان نتواصل مع الرسايل الكتيرة اللي وصلت لينا سواء تليفونيا أو عن طريق الفيسبوك و لكن ظل حجم ردود الفعل بعد ما تواصلنا مع أصحاب الرسائل ضعيف و غير كافي انه يساعدنا نقدم في أي مسرع من مسرعات الشركات الناشئة و كانت نقطة ضعف قوية اننا مش قادرين نبين عدد كبير من المستخدمين في ملف التقديم لما قدمنا في كذا برنامج عشان تاخد الفكرة لقدام

و طبعا بما اننا احنا الاتنين عندنا وظيفة رئيسية و مغامرة بيكويتي كانت بعد وقت العمل بدأ مخزون الطاقة و الحماس يقل تدريجيا مع قلة رد الفعل من السوق و مع الوقت بدأنا نتخلى عن محاولات التقديم المختلفة اللي عملناها ده غير طبعا أماكن تانية قدمنا فيها و اترفضنا للسبب اللي قلته قبل كدة

الختام .. ايه اللي اتعلمته ؟

من أهم الدروس اللي أنا شايفها مهمة انك دائما تعمل ال bootstrapping طالما تقدر على كل التاسكات المطلوبة للستارت اب بتاعتك ، ٩٩٪؜ من المشاريع و الأفكار الجديدة بتفشل و بالتالي للأسف مهما كانت شطارتك ف احتمالية الخسارة أقل من المكسب و في الحالة دي الخبطة هتكون أقل بكتير لو استثمرت مجهودك و وقتك ( و ده عن تجربة شخصية أخرى ممكن أكتب عنها مرة تانية) مقارنة بانك تغامر بفلوسك أو فلوس حد تاني و كمان إنك اكتر واحد عندك شغف لفكرتك و هتحاول توصل أعلى جودة تقدر عليها و اعتقد اننا كنا راضيين جدا عن البروتوتايب اللي اتنفذ في وقت قليل و بجودة كويسة

من النقط اللي أنا شايف انها فرقت معانا اننا ما كانش عندنا علاقات في مجال ريادة الأعمال و ال fintech ، و في ظني لو عندنا شبكة كويسة كانت هتفرق معانا بشكل كبير و عشان كدة حاولنا نقدم في برامج ريادة أعمال مختلفة و ياسر التحق بمنحة لريادة الأعمال في المجال و لكن في النهاية يظل حكم السوق هو الحقيقة الأكيدة و السوق ما تفاعلش مع فكرتنا بالشكل اللي قدمناه

من المشاكل التانية اللي انا شايف أنها كانت هتواجهنا لو حصل رد فعل قوي اننا ما كناش محددين استراتيجية واضحة لتحقيق الأرباح و كنا مركزين بشكل أساسي ننمو و نجمع أكبر عدد مستخدمين و لكن ما فكرناش بعد كدة في نموذج محدد للربح و كان عندنا تصور مبدأي اننا هنطبق فكرة ال freemium

ختاما أقدر أقول انها كانت تجربة ممتعة جدا لمسنا فيها جوانب كتير جدا من المشروع على العكس من الشغل في شركة بيكون اكتر تخصصا و اتمنى لو الواحد يقدر يكررها تاني في مجال آخر مع فكرة تانية و يمكن التجارب الجاية تلاقي النجاح الكافي ، يمكن اللي كان ينقصنا أننا نشوف رد فعل كويس و نتواصل أكتر مع ناس مهتمة

Sources

اداة التقييم كانت مكونة من ٣ مكونات و الباك اند كانت ٢ منهم الجزء الأول كان ماتلاب مودل بيحسب قيمة البيزنس عن طريق مجموعة مدخلات و المكون التاني كان REST API للموديل معمولة عن طريق python flask و الفرونت بتاعنا كان تطبيق اندرويد بالنسبة لمكونات الباك اند ف رفعناها على GitHub برخصة Apache مفتوحة المصدر اللي بتتيح لأي حد مهتم يعيد استخدامهم

https://github.com/Pequity-me/PequityIntrinsicValuation

https://github.com/Pequity-me/pequity-rest

One response to “تجربة ستارت اب بيكويتي pequity و ازاي فشلنا فيها ، و ايه اللي اتعلمته ؟”

Leave a comment